مشاهدات
الكلمة الإفتتاحية للدورة العادية لشهر يوليوز
09 July 2015 - 14:28

بمناسبة افتتاح الدورة العادية لشهر يوليوز للمجلس الحضري لتيزنيت يومه الأربعاء فاتح يوليوز، ألقى السيد رئيس المجلس كلمة افتتاحية بالمناسبة، و التي تتطرق فيها إلى مجموعة من الأحداث الهامة التي عرفتها المدينة و الإقليم و الجهة و كذا أحداث على المستويين الوطني و الدولي.

ـ  السيد باشا مدينة تيزنيت،

ـ  السيدات والسادة المستشارين،

ـ  السادة رؤساء أقسام ومصالح بلدية تيزنيت ،

ـ  أيها الحضور الكريم.

تنعقد دورة يوليوز لهذه السنة في ظل أجواء رمضانية هادئة ذات طابع روحاني. ولن تفوتني هذه المناسبة، لأتقدم إليكم بخالص التهاني وجميل الأماني، راجيا من الله جلت قدرته أن يعيد هذا الشهر المبارك علينا وعليكم باليمن واليسر والبركات.تعتبر انعقاد الدورات العادية لمجلسنا- كما هو الحال بالنسبة للمجالس المحلية – فرصة للوقوف على المستجدات في بلادنا وملامسة تطوراته وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا.

وعلى الصعيد الوطني، يمكن اعتبار الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك إلى عدد من دول إفريقيا الغربية وما ترتب عنها من نتائج، من أهم الأحداث المميزة لهاته الفترة الفاصلة بين الدورتين، لما تحمله هذه الزيارة من رموز ودلالات حول عزم المغرب ليقوم بدوره كاملا كدولة متوسطية وأطلنتيكية، وما يفرضه عليه موقعه الجغرافي والتاريخي والثقافي تجاه دول إفريقيا.

إن نوعية الاتفاقيات وعددها الكبير - التي شملت مختلف الميادين - والتي تم توقيعها خلال هذه الزيارة تعتبر منهجية جديدة في بناء استراتيجية تنموية شمولية خلاقة  تحمل هاجسا إنسانيا بالدرجة الأولى، وتفتح آفاقا مستقبلية للاندماج في نظام عالمي متحكم فيه وضامن للتوازنات في مختلف المجالات.

كما أنها تؤسس لاستراتيجية تعطي لمفهوم التعاون جنوب جنوب معنى أرقى وأعمق ، تمكن كل الدول القابلة للانخراط فيه من تحقيق الربح المتبادل  والكسب المشترك. إن المغرب بهذه المبادرات يعبر عن رغبته في وضع كل قدراته وتجربته في شتى الحقول رهن إشارة الأشقاء الأفارقة من أجل تقوية قدراته وفتح جامعاته ومراكز التكوين المهني ودفعهم إلى الانخراط في ورش تنموي إفريقي مستدام ومشترك، تعزيزا للتضامن بين الشعوب الإفريقية واحتراما للسيادة الترابية للدول.

أيتها السيدات، أيها السادة،

انخرط المغرب في خطة لتعبئة كل الطاقات لمواكبة وضع نظام إيكولوجي شمولي عام يرمي إلى تعزيز التعاون في منطقة المتوسط، استعدادا لمؤتمر أطراف الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية ال21 المرتقب في شهر دجنبر 2015 بالعاصمة الفرنسية. إن كسب رهان محاربة التغيرات المناخية يلزمنا بإعداد المساهمات المحددة على المستوى الوطني، بجانب العناصر المؤسسة لثقافة المستقبل حول المناخ .

كما أن لقاء الصخيرات الأخير حول تعزيز التعاون في منطقة المتوسط، للتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية، يضع المغرب في قلب الرهانات البيئية الكبرى في منطقة المتوسط، ويسائلنا حول أنجع السبل وأقلها إضرارا بالبيئة، باعتبار أن انبعاث الغازات يظل خطرا محدقا بالعديد من البلدان ذات الطابع الصناعي، وبلادنا مقدمة على خيار تصنيعي أكيد يقتضي الإعداد والتوافق على إجراءات وتدابير "فعالة" و "متينة" و"ديناميكية". تهم  الحد من مخاطر التغيرات المناخية.

ومن جهة أخرى، يعد كسب رهان "التغيرات المناخية" وطنيا، رهانا وتحديا كبيرا، يفتح آفاقا واعدة ويمنح فرصا جديدة قد تجعل مجتمعنا واقتصادنا أقوى وأمتن. كما تفتح هذه التحديات الكونية آفاقا هائلة للتعاون بين دول المتوسط من أجل الانتقال نحو نماذج للتنمية أكثر استدامة وإدماجا. مما يؤكد بأن رهاننا الوطني على قدراتها الكبيرة في مجال الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية في المسار الصحيح، ويسير في طريق الانتقال نحو اقتصاد ينخفض فيه استهلاك الكربون، ويفتح مجالا واسعا للإبداع والابتكار والخلق، ما زالت الإنسانية في حاجة إليها.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن قرب افتتاح أول مصنع لمجموعة PSA في إفريقيا بمدينة القنيطرة، والمقدرة استثماراتها المعبأة لهذا المشروع بحوالي 750 مليون يورو، تؤشر بأن المغرب عازم على التأسيس لقاعدة للإقلاع الاقتصادي التي تضمن تقوية النسيج الصناعي المغربي، وتضمن إقلاعا اقتصاديا متوازنا ومنسجما تلعب فيه الصناعة دور الرافعة الأساسية في أفق الرقي بالاقتصاد الوطني إلى مصاف الاقتصاديات العالمية الواعدة.

كما يؤكد ثقة المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الصناعة في المغرب، لما يوفره من إمكانيات لإقامة المنشآت الصناعية الضخمة والمنشآت اللوجيستيكية التي تتلائم مع موقعه وانفتاحه. مما يثبت بأن المغرب أصبح وجهة تحظى بثقة المستثمرين رغم الظرفية الدولية الصعبة.  وهو ما يستدعي مضاعفة تعبئة كافة الأطراف المشاركة في تفعيل الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، عمومية كانت أو خصوصية، ومصاحبة هذا الجهد التصنيعي المرتكز على مهن صناعات السيارات والطائرات وترحيل الخدمات والصناعة الإلكترونية والنسيج والجلد والصناعات الغذائية، بمرافقته ببيئة جذابة للاستثمار،  مع التركيز على التكوين وتأهيل الموارد البشرية وإقامة البنيات التعليمية اللازمة المواكبة للعملية .

أيتها السيدات، أيها السادة،

بمناسبة انعقاد دورتنا الصيفية هاته، نسجل بارتياح التفاعل المجتمعي الإيجابي مع القضايا المجتمعية التي تهم المجتمع المغربي، وخصوصا منها التي تثير اهتمام الفئات الأكثر حيوية كالنساء والشباب، وكانت آخرها ما أثارته حادثة اعتقال فتاتين بإنزكان، من قبل عناصر أمنية، بدعوى الإخلال بالحياء العام، وإحالتهما على النيابة العامة، التي أمرت بمتابعتهما في حالة سراح، وما أثارته من ردود أفعال قوية لدى الإعلام ولدى الرأي العام الوطني وحتى الدولي، وذلك لما يحمله الموضوع من إثارة جديدة للجدال القيمي الدائر.

وهذا مؤشر إيجابي يدل على حيوية المجتمع، ويتعين دعم هذا المسار وترك الحوار والتفاعل يتواصل في إطاره الديمقراطي التعددي المنفتح، وحمايته بدل قمعه وإلجامه والتضييق عليه بواسطة الوسائل والممارسات التقليدية التي لا يمكن لها أن توقف مد التطور والتفاعل المجتمعي في مختلف تعبيراته نحو أفق أفضل وأوسع، تتعايش فيه الحريات والقيم المتعددة بتناغم وتعايش وانسجام لبناء وطن يتسع للجميع في إطار الاحترام المتبادل.

ففي سياق الحوار المجتمعي الحيوي الدائر حول قضايا الإجهاض وعقوبة الإعدام وتزويج القاصرات واغتصاب الأطفال والعنف الزوجي... والنقاش الدائر حول مشروع القانون الجنائي، استمر التفاعل المجتمعي الإيجابي مع  مختلف التعابير الفنية كالمهرجانات، وما تركته من آثار وتعاليق عديدة على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الجرائد والتغطية الإعلامية التي واكبتها، بجانب بعض المبادرات في السينما ومختلف أشكال التعبير الفني والأدبي. مما يقتضي التحلي بفضائل الاجتهاد والانفتاح وسعة الصدر، بما يتماشى مع التطورات التي يعرفها المجتمع المغربي ومع تطلعات الشعب المغربي.

وليس مطلوبا منا اتخاذ موقف من كل تجليات هذا الحوار المجتمعي، بقدر ما يتعين علينا مواكبة هذه التفاعلات لضمان تقوية انسجام عناصر الهوية مع متطلبات الانفتاح والتفاعل الإيجابي مع الآخر، والاستماع إلى نبض المجتمع والإنصات إلى ضميره وعمق آماله وتطلعاته المشروعة. وهو السبيل الوحيد لتحقيق توازن يعطي لبلدنا مكانة متميزة، كغيره من الدول التي نجحت في تحقيق التوازن لهذه المعادلة القائمة على تناغم كفتي الهوية والحداثة، بما يراعي وحدة المغرب وتماسكه وخصوصياته.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن دورتنا هاته تجتمع على أعقاب الأحداث الإرهابية التي مست كلا من تونس الشقيقة والكويت وفرنسا. وهي أحداث تؤشر إلى تنامي ظاهرة الإرهاب واتساع رقعة الآلة الإرهابية الخطيرة في تنويع أدواتها العدوانية وأشكالها وضبط أزمنتها وأمكنتها من أجل رفع وتيرة التحدي الدموي لقوى التطرف والعنف سعيا منها إلى تقويض دعائم السلم والإخاء بين الشعوب، في مواجهة قيم السلم والتسامح والتعايش.

إن هذا الوضع الخطير يستدعي التحلي بروح اليقظة والتضامن بين كل القوى التي تنشد السلم، والتصدي لكل أشكال التطرف على عدة واجهات، وفي مقدمتها نبذ العنف والكراهية والعنصرية كيفما كان نوعها وشكلها، وتبني السياسات الإدماجية الساعية إلى تحقيق أقصى ما يمكن من العدالة الاجتماعية، عملا بقوله تعالى: "... وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم..."

ويعتبر تفاقم ظاهرة الهجرة بسبب الحروب وعدم الاستقرار، من جهة أخرى، وما ترتب عنها من تهرب الدول التي كانت وراء إشعال هذه الحروب وتأجيجها، من تحمل مسؤوليتها الإنسانية في مواجهة تبعاتها، وفي مقدمتها حل معضلة النزوح والهجرة نحو دول الشمال، إحدى تجليات المرحلة المؤرقة والمقلقة.

ونسجل بأسف شديد الصعوبة الشديدة التي يجدها الاتحاد الأوروبي في إدارة هذه الظاهرة، نظراً لعدم وجود تضامن حقيقي بين دوله بشأن مواجهة ظاهرة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يزداد عددهم بشكل مهول، وخصوصا في الآونة الأخيرة.

وأكيد أن محاصرة الظاهرة يمر حتما عبر وقف الحروب وتحسين الأوضاع في مناطق الصراعات والنزاعات، وتحسين ظروف عيش السكان والمساهمة فى تنمية المجتمعات الفقيرة التى تُصدر هؤلاء الضحايا.

أيتها السيدات، أيها السادة،

وتتميز الفترة الفاصلة بين دورتي أبريل ويوليوز عادة بحلول موعد الامتحانات الاشهادية السنوية. ولقد ترشح وطنيا لاجتاز امتحانات الباكالوريا برسم دورة يونيو 2015 أزيد من 506 ألف مترشحة ومترشح. ومرت الامتحانات عموما في ظروف جيدة، لولا ما حدث من تسريب لموضوع مادة الرياضيات الخاص بشعبتي العلوم التجريبية والعلوم والتكنولوجيات. حيث عرفت بعض مراكز الامتحان حركات احتجاجية للمترشحات والمترشحين الذين انسحبوا من اجتياز امتحان مادة الرياضيات.

مما يقتضي اتخاذ كل الترتيبات الضرورية لتحصين الامتحانات الإشهادية عموما، ضمانا لتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين،  والتصدي لكل محاولات التشويش على هذا الاستحقاق الوطني المهم بوجه الخصوص، بتنسيق مع كل الجهات المعنية، كما يقتضي التربية على فضائل الجدارة والاستحقاق بدل ترسيخ عادات الغش والتدليس .

كما شهدت نفس الفترة الاستمرار في مسلسل الإعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ففي خضم ترقب الأحزاب السياسية، ومعها الكتلة الناخبة المتطلعة إلى التعرف على مجمل القوانين التنظيمية المتعلقة بمختلف الإستحقاقات المقبلة، تم الإعلان عن الجدولة الزمنية الجديدة للاستحقاقات المقبلة وعن أهم مراحل الإعداد للانتخابات التي ستنظم في احترام والتزام تامين بالآجال القانونية والدستورية بدءا بانتخابات ممثلي المأجورين التي نظمت في شهر ماي الماضي، تليها انتخابات الغرف المهنية المزمع تنظيمها يوم الجمعة 7 غشت 2015 ثم انتخابات مجالس الجماعات والمقاطعات والمجالس الجهوية يوم الجمعة 4 شتنبر 2015 فانتخابات مجالس العمالات والأقاليم يوم الخميس 17 شتنبر 2015، وصولا إلى انتخابات مجلس المستشارين يوم الجمعة 2 أكتوبر 2015.

وجدير بالذكر أن الإعداد الجيد للاستحقاقات المقبلة في انسجام تام مع روح وتوجهات الدستور الجديد يعتبر رهانا أساسيا في أفق تعزيز وتكريس المسار الديمقراطي بالمغرب.  ويعتبر رهان تجويد القوانين التنظيمية المؤطرة للانتخابات المقبلة، في ظل ضغط عامل الزمن، حدثا مفصليا في المرحلة الراهنة.

أيتها السيدات، أيها السادة،

على الصعيد الجهوي، نسجل بارتياح كبير تحسن الوضع الفلاحي، فيما يتعلق بمردود زراعة الحبوب و الفلاحة المعيشية و تربية المواشي.

كما نسجل صمود البنيات الأساسية لقيام الاقتصاد الاجتماعي، من خلال تزايد عدد ونشاط التعاونيات والجمعيات المنتجة وتزايد إشعاع دائرة شبكاتها عبر الوطن، مع تقوية سلاسل الانتاج المتعددة والمتنوعة، بجانب ما عرفته الفلاحة المكثفة المرتبطة بإنتاج الفواكه والخضر من حيوية بانتعاش السوق الداخلية وتزايد نشاط التصدير.

إلا أن ما يستوقفنا جهويا هو تفاقم أزمة السياحة التي أصابت منطقتنا التي كانت في وقت ما في مقدمة الوجهات السياحية الوطنية وقاطرة الأقطاب السياحية، فأصبحت تتراجع باستمرار خلال السنوات الأخيرة. فسجلت مؤشرات تراجعها خلال السنة أرقاما لم يسبق لها مثيل، رغم مواصلة إنجاز مشروع تغزوت – الذي كان من المأمول أن يشكل طفرة نوعية في التنمية السياحية لخليج أكادير، والذي أصبحت الشكوك تحوم حوله بجدية – مما يتطلب وقفة تأمل جادة واتخاذ تدابير عملية من مختلف الفعلين المهنيين بجانب السلطات الحكومية المعنية.

أيتها السيدات، أيها السادة،

على المستوى الاقليمي، شهدت مختلف المؤسسات التعليمية بالإقليم فترة الامتحانات السنوية، حيث بلغت نسبة النجاح في صفوف مترشحات ومترشحي التعليم المدرسي العمومي بنيابة تيزنيت خلال دورة يونيو 2015 ما قدره 59,75%. وبذلك تكون نيابة تيزنيت قد سجلت أعلى نسبة للنجاح على الصعيد الجهوي. حيث تمكن حوالي 1315 مترشحا ومترشحة من النجاح في الامتحانات ونيل شهادة الباكلوريا منهم 739 مترشح من الذكور(57,20%) و576 مترشحة من الاناث (63,37%) من بين 2201 مترشح ومترشحة شاركوا في الامتحان الوطني الموحد  من ضمنهم 909 من الاناث.

كما احتل مترشحو الاقليم مرتبة الصدارة جهويا في نسبة النجاح الخاصة بالمترشحين الممدرسين في كل من القطاع العمومي والخصوصي والأصيل، حيث  وصلت النسبة العامة إلى  59,81 % .

وبهذه المناسبة، لا يسعني إلا أن أتقدم باسمكم جميعا بخالص تهانيها لكل الناحجين في هذا الاستحقاق الوطني الهام ولأسرهم، متمنيا لباقي المترشحات والمترشحين الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح في الدورة العادية حظوظا موفقة في الدورة الاستدراكية القادمة، كما تغتنم الفرصة للتنويه بجهود جميع المتدخلين في إنجاح الامتحانات الاشهادية على المستوى الجهوي والاقليمي والمحلي، من اكاديمية جهوية للتربية والتكوين والنيابة الاقليمية للتربية والتكوين ومختلف الأطر الإدارية والسلطات الاقليمية والمحلية ومختلف الأجهزة الأمنية المدنية والعسكرية المواكبة لجميع  المحطات الاشهادية .

كما لا تفوتني الفرصة للتنويه بالجهد المبذول من طرف طواقم التنظيم والمراقبة والتصحيح والتتبع بكافة مراكز الامتحانات بالإقليم . ونشيد كذلك في ذات الوقت بعمل المنابر الإعلامية المحلية التي واكبت بالإخبار والتتبع والتعليق ونشر النتائج  مختلف مراحل هذه المحطة الإشهادية الوطنية الهامة.

أيتها السيدات، أيها السادة،

ما فتئت الجماعة الحضرية لمدينة تيزنيت كعادتها تتفاعل مع كل هذه الأحداث الوطنية والجهوية والمحلية، من خلال استمرار وتيرة عملها ونشاطها الجماعي، بتتبع نشاط الجماعة الاعتيادي ومواكبة المشاريع الحضرية التي هي في طور الإنجاز، وذلك بإتمام أشغال العين الزرقاء بجانب استمرار المشاورات لاستجماع العناصر التي تمكن من تحديد كيفية استغلال المحطة الطرقية، ومواصلة جلسات التشاور حول تهيئة ساحة المشور وقرب افتتاح سوق الخميس، الذي انتهت أشغاله، بجانب قرب انطلاق أشغال مد القنوات لحماية المدينة من الفيضانات.

كما انطلق الشطر الثالث من الدراسة المتعلقة بتهيئة واحة تاركا بجانب الاعلان عن فتح البحث العمومي في مسطرة تصميم التهيئة الحضرية للمدينة القديمة.

كما تصادفت الأجواء المتميزة للتحضير لموسم الصيف 2014 مع بداية شهر رمضان الأبرك. فحرصت بلدية تيزنيت على الحفاظ على ميزة المدينة النظيفة والصديقة للبيئة، من خلال تنظيم المجلس الحضري لمدينة تيزنيت أياما بيئية،  بداية شهر يونيو 2015 تحت شعار " بيئتي... مسؤوليتي ".احتفالا منها باليوم العالمي للبيئة الذي يصادف الخامس من يونيو من كل سنة، وتخليدا للقيم الكونية و الأهداف النبيلة الرامية إلى التحسيس بأهمية المحافظة على البيئة في بلورة تنمية مستدامة، وترسيخا لمضامين الميثاق الوطني للبيئة، وتجسيدا لمبادئ ميثاق المدينة المربية، وتناغما مع أهداف الجمعية المغربية للمدن الإيكولوجية التي تعد مدينة تيزنيت عضوا فعالا فيها، و ترسيخا للمقاربة التشاركية التي ينهجها المجلس الحضري في تدبير الشأن المحلي و دعمه لمختلف المبادرات التي تروم الحفاظ على الموروث الطبيعي والإيكولوجي للمدينة. وتندرج هذه الأنشطة البيئية عموما في إطار التحضير لموسم الصيف الذي تستقبل فيه مدينة تيزنيت بأبهى حللها زوارها من داخل الوطن ومن خارجه .

إلا أن ما ظل يؤرقنا هو تنامي ظاهرة الباعة المتجولين والاحتلال الغير القانوني للملك العمومي، رغم المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية ومصالح مراقبة الملك العمومي البلدي، لدرجة أضحت معها الظاهرة أمرا مستعصيا يصعب محاصرته وتطويقه.

كما تعددت الندوات واللقاءات العلمية والعروض الفنية التي احتضنها مدينة تيزنيت بجانب الأنشطة الرياضية الرمضانية الكثيفة ومختلف مظاهر التنشيط الحضري التي قد تتابعون مسار تطورها من خلال جرد أنشطة مختلف أقسام ومصالح البلدية التي يتضمنها تقرير ما بين الدورتين.